حول أحداث دماج
الشيخ عبد الرحمن البراك
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،
وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فالحوثيون المعروف عنهم أن كثيرًا من أعيانهم قد اعتنق مذهب الرافضة الاثني عشرية، وتأثر بهم كثير من عامتهم، ومن المشهور أنهم يتلقون دعمًا ومساندة من دولة الرافضة في إيران، ومن المعروف كذلك أن حكومة إيران تعمل على نشر المذهب الرافضي في بلدان أهل السُّنَّة، بل وعلى تصدير الثورة الخمينية..
فالحوثيون منهم من هو من الرافضة أو أداة لهم، وهم جميعًا أداة لحكومة إيران في اليمن، ومعلوم عند أهل العلم من أهل السنة أن مذهب الرافضة يقوم على الشرك بالغلو في أئمتهم الاثني عشر، فهم يدعونهم ويستغيثون بهم ويحجون إلى قبورهم. ومن المتقرر عند العلماء أن جميع طوائف الرافضة كالاثني عشرية والنصيرية والدرزية والإسماعيلية أشد عداوة لأهل السنة من غيرهم، فإذا صالوا على أهل السنة واعتدوا، شرع قتالهم لشركهم ولعدوانهم.
وبناء على ما ذكر من تسلطهم على دمَّاج، وعملهم على إخلاء المنطقة من أهل السنة، فالواجب على المسلمين من أهل اليمن وغيرهم التعاون على نصرة إخوانهم المظلومين، بالدفاع عنهم، وكسر شوكة هذه الطائفة الضالة طائفة الحوثيين، التي اتخذتها دولة إيران جسرًا لنفوذها في اليمن.
وعليه فقتالهم مشروع، وهو جهاد في سبيل الله لمن صحت نيته، وأراد بقتاله أن تكون كلمة الله هي العليا، كما في الحديث جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يقاتل حمية، ويقاتل شجاعة، ويقاتل رياء، فأي ذلك في سبيل الله؟ قال: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله".
هذا ونوصي إخواننا في اليمن أن تجتمع كلمتهم على قتال طائفة الحوثيين المعتدين، الطامعين في نشر مذهب الرافضة المشركين، فإن اجتماع الكلمة من أعظم أسباب النصر والغلبة، والخلاف والتنازع من أعظم أسباب الفشل، قال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: ٤٦]، وقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣].
وعلى المسلمين خارج اليمن أن يعينوا إخوانهم في اليمن -بما يستطيعون- في نصرتهم للمظلومين في دماج وكف شر الحوثيين؛ عملاً بقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: ٢]، وقوله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [الأنفال: ٧٢]، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: ٤٠].
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر: موقع المسلم.