حكم تعليق الآيات القرآنية
الشيخ : عبد الرحمن بن ناصر البراك
إن آيات القرآن هي من كلام الله، كلام الله حقه التعظيم والإكرام، ولكن تعظيم القرآن واحترام القرآن يجب أن يكون مقيداً بما شرع الله، فليس كل ما يعد تعظيماً، أو ما يعده الناس تعظيماً يكون كذلك، فمن يتخذ مصحفاً كبيراً مذهباً، ويجعله زينة في المجلس أو الغرفة، فمثل هذا العمل لا أصل له، إنما تعظيم القرآن بتلاوته وتدبره، والاستماع إليه كما أمر الله في آيات كثيرة، قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204]، وقال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [البقرة: 121]، {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [الأنفال: 2]، فجعل الآيات في لوحات وتعليقها في المجالس هذا من التعظيم المبتدع إن قصد به فاعله التعظيم، وإن قصد تزيين الحائط بتلك الرسوم فذلك امتهان للقرآن، حيث يجعل زينة للجدران، فما أنزله الله لذلك، إنما أنزله ليتلى ويتدبر ويعمل به، فهذه اللوحات التي ترسم وتباع ثم تعلق، أمرها دائر بين البدعة أو امتهان القرآن، وكل من الأمرين باطل، فالواجب الإنكار على من فعل ذلك ممن يخطها، أو يبيعها، أو يعلقها، نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل، وأن يرزقنا البصيرة في الدين، والله أعلم.
منقــول
طريق الإسلام