السلام عليكم ورحمة الله.
جزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه لنفع الإسلام والمسلمين، وجعل ذلك في موازين حسناتكم، أنا استشرتكم سابقًا، واستفدت من نصائحكم الشيءَ الكثير، وأشكرُ بالذَّات الأستاذة مروة عاشور؛ لأنَّها هي من ردَّت على سُؤالي السابق.
سؤالي هذه المرة عن الأشهر الثلاثة الأولى من الزواج، أنا مُقبلة على الزَّواج، وبصراحة أنا أعيشُ في قلق وتوتُّر كبيرَيْن؛ لأنِّي دائمًا أسمع أنَّ الزوج بعد ثلاثة أشهر من الزَّواج يَمِلُّ بسرعة، ولا يهتمُّ بزوجته، ويُمكن أن يُطلِّقها، وأنا - والله - خائفة من كَثْرة حكايات النِّساء ومشاكلهن؛ لأنَّ الجوَّ الذي أعيشُ فيه كله مشاكل - من ناحية قريباتي - وأنا ما أوَدُّ أن أنْهجَ طريقهُنَّ ومسلكهُنَّ السيِّئَ في حياتهن الزوجيَّة، وقلت: الأحسن أسأل أساتذتنا الكرام في موقع "الألوكة"، وأستفيد من نصائحهم، التي كالدرر، طَمْئنوني، وانصحوني، ووجِّهوني، واذكروا لي أسماءَ كُتُبٍ وأشرطة أستفيدُ منها، جزاكم الله خيرًا، وأسعدكم، ووفَّقَكُم، وحرَّم وُجُوهَكم الطيبة على النَّار.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حيَّاك الله مجددًا - أختي العزيزة - وشرح الله صدرك، وأذهب عنك كلَّ بأس وقلق وخوف.
نشكر لك تواصُلك معنا، وكلماتك الطيبة، كما نسأل الله أن يجعلنا عند حُسن ظنك، وأن يتقبل منك دعواتك الطيبة، ويجعل لك منها أوفر الحظ والنصيب.
ليس بغريب عليك هذا النُّضج والوعي في التَّفكير والإدراك، وليس بجديد عليك بُعد النَّظر، والحرص الشَّديد على بداية حياة زوجيَّة ناجحة مُوفقة عامرة بكل خير بإذن الله - تعالى - فأسأل الله الحيَّ القيوم أن يُسدد خُطاك، وأن يُبارك فيك، ويُرينا من أخواتنا مثلَ هذا الخير الكبير.
أشرتِ – بارك الله فيك - إلى نقطة غاية في الأهميَّة، وهي أنَّ غالب الفتيات تدخل إلى عِشِّ الزوجيَّة، وقد حُمِّل عقلها وقلبها من الأفكار والحكايات الوهميَّة المغلوطة، التي لا أساسَ لها من الصحة، والتي قام بالترويج لها بعضُ النِّساء الجاهلات اللاَّتي لا همَّ لهن إلا القيل والقال، والتلاعب بأفكار الفتيات الصغيرات، ولا أعلم ما يدفعهن إلى ذلك.
وأبشرك - أُخَيَّتي الحبيبة - أنَّني أعلم الكثيرَ من الزَّوجات الصَّالحات الطيِّبات، اللاَّتي يعشْنَ مع أزواجهن حياةً طيِّبة، لسنين عديدة، لا يعكر صفوها إلا القليلُ مما جُبلت عليه النَّفس البشريَّة من النَّقص، ومما طُبعت عليه الحياةُ الدُّنيا من بعض المُكدرات، والتي لو خَلَتْ منها حياتنا، لصارت جنَّة.
وبفضل الله يعشِنْ في سعادة كبيرة مع أزواجهن، وتظل على عهدها معه أول الزواج، وتستمر حتى نهاية العمر، فعاقلة مثلك لا تُصغي ولا تُلقي بالاً لمثل تلك الأقاويل، ولا تلتفت إليها، ونصيحتي لك أن تَصُمِّي أذنيك عن أيِّ نصيحة أو اقتراح من هذا النَّوع من النساء.
بالنسبة لحقوق الزوج وكيفيَّة إسعاده، فقد مُلِئَت صفحاتُ الإنترنت بمواضيعَ وأشرطة تخص ذلك، فلستِ بحاجة لعرضها ومُناقشتها، وسوف أُرفِق لك في نهاية الاستشارة بعضَ ما اخترته لك - إن شاء الله.
لكنَّ الذي أظنُّ أنك تحتاجينه هو بعض الأفكار العمليَّة، وهذه بعضها، أسأل المولى أن ينفعَك بها وكلَّ فتاة مُقبلة على الزواج:
1- الحب:
يجب على كل زوجة صالحة - بل على كُلِّ مسلم ومسلمة - أنْ يَجعل اللهَ ورسولَه أحبَّ إليه مما سواهما؛ فما كان لله دام واتَّصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع، وقد قال رسولُنا - صلَّى الله عليه وسلم -: ((لا يُؤمن أحدكم حتَّى أكونَ أحبَّ إليه من ولده ووالده والنَّاس أجمعين))؛ صححه الألباني.
2- تعرَّفِي على زوجك جيدًا:
لا شكَّ أنك قد أحطت بجوانبَ لا بأسَ بها عن شخصية زوجك، خلال فترة العقد، وهذا سيُفيدك ويعينُك - بإذن الله - على حُسن التعامُل معه بعد الزفاف؛ لكن – عزيزتي - أُحيطك علمًا أن الحياة الزوجيَّة تختلف عمَّا قبلها، وقد تُلاحظين بعضَ التغيُّرات على شخصيته بعد الزَّواج، فلا ترتابي ولا تقلقي، فهذه طبيعة النَّفس البشرية: أنْ تتعامل مع مَن تعيش معهم بكل تلقائيَّة، على أن العَلاقة مهما توطَّدت خلال فترة العقد، ستبقى مُجرد زيارات خفيفة، ومُعاملات لطيفة، وكما قيل: إذا أردت أن تعرفَ فلانًا، فصاحِبْه في سفر أو عاشره.
فعليكِ أن تُواجهي هذه التغيُّرات بحكمة ووعي ونضج وأنت – كما عهدتك - جديرة بذلك، إن شاء الله.
والأفضلُ أن تجلسي معه في بداية حياتكما الزوجيَّة جلسة مصارحة، تتفهَّمين فيها كُلَّ احتياجاته، ويُوضِّح لك فيها كلَّ ما يحب وما يكره.
3- إياك والمقارنة:
والذي أعني: ألاَّ تُقارني شخصية زوجك بغيره من الرِّجال أبدًا، لا أمامه ولا في حال انفرادك، فمَن تفوَّق على زوجك في صفة، قد يتفوَّق عليه زوجُك بمراحل في صفاتٍ أُخَر، وأنت قد ارتضيتِه وقبلتِه وأحببتِه، فلا تجعلي للشيطان عليك سبيلاً.
4- الغيرة:
الغَيْرة محمودة، وهي دليلُ مَحبَّة الزوجة، وقد يفرح بها الزوج أحيانًا، لكن احذري أنْ تزيد عن الحدِّ المسموح، فتنقلب نارًا تشتعل، تحرق كلَّ سعادة في البيت، وتهدم كل جميل في هذا العش الصغير.
5- الشكر:
لا تملِّي شُكره كلما قدم لك معروفًا، ولو كان يسيرًا، كأنْ يقدم عليك مثلاً من السوق، وقد أحضر طلباتِ البيت ونَسِيَ بعضها، فإياك أن تُسارعي بالسؤال عمَّا ترك، ولو كان بأسلوب طيِّب، لكن بادري أولاً بشكره، والثَّناء عليه، والدُّعاء له بالخير، ودَعي السؤالَ عمَّا تُريدين فيما بعد.
6- أهله:
إن كنتِ تريدين الراحة والسعادة، فعاملي أهلَه كأهلك تمامًا، فوالدته والدتك، وأخته أختك، لكنَّ أخاه لا تُعامليه كأخيك بالطَّبع، والمقصود: أن تُظهري له مَحبتك واحترامك لأهله، وتأكَّدي أنَّ كسب مَحبتهم وثقتهم سيكون في صالحك دومًا، خاصَّة إنْ دخل الشيطانُ بينكما، فستجدينهم أوَّل مَن يتمسك بك، ويُؤلف بينكما، أبعدَ اللهُ عنكما كلَّ شر.
7- زوجك بشر:
فلا تتوقَّعي منه التصرُّف بحكمة ومثاليَّة دائمًا، فإن حدث أنْ رأيتِ منه ما يسُوءك، فاجلسي مع نفسك جلسة صادقة، وتأمَّلي صفاتِه الحسنةَ، وتفكَّري فيها بعين العقل، ولا مانعَ من أن تُحضري ورقة وقلمًا، وتُدوني بعضَ الصفات أو المواقف الحميدة، التي أثَّرت في نفسك وحبَّبته إليك، فتنظُرين إليها وتقرئينها وقْتَ حدوث أيِّ مُشكلة بينكما، فلن تَجدي في نفسك إلاَّ حُبًّا ومودة، ولن تنظري إلى ذلك الموقف العابر إلاَّ نظرة ازدراء، ولا أتوقع حينها إلاَّ أن تتذكَّري ما جاء في الحديث من قول الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود، الولود، العَؤُود، التي إذا ظلمت، قالت: هذه يدي في يدك، لا أذوق غَمْضًا حتى ترضى))؛ حسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة".
8- النظافة والتزين:
من أجمل ما تتميز به الزَّوجة الصَّالحة: الاهتمامُ بنظافتها الشخصية، فعليك الاهتمامَ بمظهرك، والعناية به أشد العناية، وكذلك التزيُّن للزوج والتفنُّن فيه، مع إتحافه بكل جديد، فالتجديد يبعثُ في النَّفس السرور والغبطة، ويزيل آثار التَّعب وهمومَ الحياة اليومية، ولا تَنْسَيْ احتسابَ الأجرِ في هذا الأمر على الله - تعالى - الذي جعل مَرْضاتَه في مرضاةِ هذا الزوج، وتذكَّري قول رسولِك - صلى الله عليه وسلم -: ((انظُري أين أنت منه - يعني: الزوج - فإنَّه جنتك ونارك))؛ صححه الألباني.
9- الحنان:
أحيطي زوجَك بجرعات من الحنان، وأغرقيه ببحار المَوَدَّة، وكوني له الأم، والصديقة، والزَّوجة، والحبيبة، وكلٌّ في وقته المناسب له.
10- حسن الاستقبال:
غالب الأزواج يهتمُّ بأمر الاستقبال أكثر من غيره، فالانطباعُ الأوَّل يترك في النَّفس أثرًا يصعب نسيانه، فلو أنَّ زوجك كان عائدًا من عمله مُتعبًا محملاً بأعباء العمل الثَّقيلة، وفَوْر دخوله رأى على مُحَيَّاك أجمل ابتسامة، وسمع منك أعذبَ الكلمات، فلن يَسَعَه إلا أن يقابلَ ذلك بما يُناسبه، وينسى - بإذن الله - كلَّ هَمٍّ كان يشعُر به، وعلى العكس لو أقبل مُبتهجًا مسرورًا، فلم يَجد إلاَّ وجهًا عبوسًا وجبينًا مُقطبًا، فلن يسَعَه إلاَّ أن يتحوَّل إلى حالة من الحزن والضِّيق يصعُب تغييرها.
11- الاهتمام بما يحب:
شاركيه هُواياته، وأظهري له اهتمامًا بها ورغبةً في تعلُّم بعضها مثلاً؛ حتَّى يكون هناك مجالٌ للحديث بينكما بعد انقضاء الأشهر الثلاثة الأولى - التي تخشَيْنها - والعِبْرة ليست بعددٍ من الأشهر أو الأيَّام، ولكنَّ الذي يحدث بعد مرور فترة من الزَّواج - طالت أو قَصُرت - أنَّ شهر العسل ينقضي وتذهبُ الرُّومانسية، ويبقى بين الزَّوجين ما يشتركان فيه من رغبات ومُيُول، فلو لَم يكن هناك أيُّ اتِّفاق في مثل هذه الأمور، فقد يقلُّ الحديث بينهما، وتقلُّ معه العاطفة التي كانت تربطهما؛ فيخمدُ الحب وإن بَقِيَ أصله في قلبيهما، لكنَّ تسرُّب الملل إلى القلوب يبعثُ في النفس من الهموم والأكدار ما الله بها عليم.
12- لا تكثري من الحديث عن زوجك أمام الناس:
والأفضل ألاَّ يكون بخير أو بشر، وإن شئت فليكُن أمام أهله، فإنَّ ذلك يُسعِدُ قلبه، ويسعدهم أيضًا بما يرون من مَحبة زوجةِ ابنهم وإقرارها بجميله وفضله عليها، أمَّا عن الصديقات فاحذري الحديثَ عنه أمامهُنَّ أشدَّ الحذر، ولا حرجَ في أن تُبيِّني للمتطفِّلات منهن أن أسرارَ الزَّوج لا ينبغي أن يطَّلع عليها أحد، ولا تنخدعي بكلام الصَّديقات عن أزواجهن أو سُؤالهن عن زوجك، كأنْ تسألك: ألم تُسافري مع زوجك؟ ألَم يحضر لك هَدِيَّة في العيد؟ ألَم يحضر لك خادمة؟
فبيتك هو مَملكتك السَّعيدة - بإذن الله - فلا تسمحي لأحد مُشاركتك في مُناقشتها، وكيفيَّة تسييرها، والاطِّلاع على ما فيها.
13- لست بحاجة لأنْ أوصيَك بتعلم وإتقان كيفية العناية بالبيت، والاهتمام بإعداد ما يحب زوجك من أصناف الطَّعام، والتدرُّب على ذلك فيما تبقَّى من وقت، ولكنَّها مُجرد إشارة يسيرة.
14- لا تكثري من الحديث معه عن الحياة في بيت أهلك، وما كنت فيه من نعيم وراحة وسعادة، ولكن بَيِّني له - عن قناعة - أنَّك سعيدة بكل شيء في حياتك الجديدة، ولو نقصت بعض الأغراض التي اعتدت عليها قبل زواجك، فتذكَّري أنَّ بيت أبيك يختلف عن بيت زوجك، ولا تعقدي أيَّ مقارنة بين هذا وذاك، واستمتعي بحياتك الجديدة بكُلِّ ما فيها من روعة وجمال، واحمدي الله الذي مَنَّ عليك بتلك الحياة الطيبة، مُتذكِّرة قول الله - عزَّ وجل -: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]، وقوله - عزَّ وجل -: ﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الزمر: 66].
15- لا تحاولي تغييره:
كثيرٌ من الزَّوجات تعزم على تغيير ما لا يروق لها من صفات زوجها، وتظن - وبنصائح بعض المُتَذكِّيَات - أنَّها تستطيعُ التحكُّم في زوجها، وتعمل جاهدة على إحداث هذا التغيير، وتجعله هدفًا لها، تسعى إليه وتفكر فيه وتُضيع من وقتها وجُهدها ما يصيبها بإحباطٍ شديد، إذا ما تبيَّن لها أنَّ ما كانت تسعى إليه ما هو إلا وهم وسراب.
وأحب أن أقول لك:
إنْ لم تكن تلك الصِّفات لها علاقة بالدين، كتقصيره في أمر من أمور دينه، فلا تشغلي بالك بها، وتقبَّلي زوجَك كما هو، واعلمي أنَّه قد وجد عندك مثل ما وجدت عنده، ولكنَّه حكيم عاقل يعلم أنَّ لكل إنسان سماتٍ مقبولةً، وأخرى على غير ما نُحب، والحياة لم تصفُ لبشر.
16- المرح:
هل تعلمين أنَّ غالبَ الشباب الآن يَضَعُ صفةَ المرح في مَن يرغبُ في الزَّواج بها قبل الجمال، وبعد الدين والخُلُق؟
المرح هو روحُ الحياة وشريان السَّعادة، هو بلسم الجروح ودواء الكروب، إيَّاك والعبوسَ في وجهه، ولو كان عندك من المشكلات ما تَوَدِّين أن يشاركك الزَّوج في حلها، فليكُن بلطف، بعيدًا عن العبوس، وإظهار الحزن، واستثارته؛ حتَّى يُبادرك بالسؤال عمَّا ألَمَّ بك، فهذا السُّلوك يكرهه الرِّجال كثيرًا؛ لأنَّهم يميلون إلى الوضوح والصَّراحة، على عكس الكثير من النِّساء.
17- لكل مقام مقال:
كوني زوجة حكيمة عاقلة، ولا تَخلطي الأمور، وفكِّري جيدًا فيما يجب أنْ يقالَ قبل التفوُّه به، فكما قال الشاعر زفر بن الحارث الكلابي:
فَقَدْ يَنْبُتُ الْمَرْعَى عَلَى دِمَنِ الثَّرَى وَتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوسِ كَمَا هِيَا |
فاحذري أن ينطقَ لسانُك بما لا يليقُ، وإن بدر منك شيء من هذا، فبادري بالاعتذار الجميل، وأَتْبِعيه بطيب الكَلِم ولين الجانب.
18- الاحترام:
احترام الزَّوج - خاصة أمام أهله وأهلك - من الأمور الداعية إلى المحبة، والجالبة للمَوَدَّة، فمُناداته مثلاً أمامهم بكُنيته، وليس باسمه، وزيادة التلطُّف في الحديث معه، وإظهار الاحترام له - من أكثر ما يجعل للزَّوجة في قلب زوجها مكانة عالية.
أُخَيَّتي الحبيبة، لو أطلقنا العِنَان لأقلامنا تتحدث عن حقِّ الزَّوج، لَمَا وفَّيناه حقَّه، ولَمَا رَدَدْنا جميله، وأكتفي بهذا القَدْر على أمل أن تجدي في هذه المقالات على موقعنا ما يُفيدك - إن شاء الله:
• مقال بعنوان: "حق الزوج"، للشيخ أحمد الزومان.
• مقال بعنوان: "إنها زوجتي"، للكاتب الأستاذ إسلام عبدالتواب.
• مقال بعنوان: "إنكما ملك وحس، وما أروعكما!"، للكاتبة الأستاذة سارة السويعد.
• مقال بعنوان: "مكانة الزوج"، للكاتب د. مبروك عطية.
وتفضلي بمطالعة هذه الروابط أيضًا، سائلة الله أنْ يَجعل فيها النَّفع والفائدة:
وأختم حديثي بهذه النَّصائح التي سطَّرها التَّاريخُ بأحرفٍ من نُور، والتي تدمع من قراءتِها العَيْن، وهي نصائحُ أمِّ إياس لابنتها عند زفافها، إذ قالت:
أيْ بُنيَّة، إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت، وعِشَّك الذي فيه درجت، إلى رجل لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أَمَةً يكُنْ لك عبدًا، واحفظي له خصالاً عشرًا، يَكُنْ لك ذُخرًا:
أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقُّد لموضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشمُّ منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقُّد لوقت منامه وطعامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النَّوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتفاظُ بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حُسْن التدبير، وفى العيال حسن التقدير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمرًا، ولا تفشين له سرًّا، فإنك إن خالفت أمره، أوغرت صدره، وإن أفشيت سرَّه، لم تأمني غَدْره، ثم إياك والفرحَ بين يديه إذا كان مُهتمًّا، والكآبة بين يديه، إذا كان فرحًا.
يسَّر الله أمْرَ زواجك، وجعلك لزوجك قُرَّة عين، وجعله لك كذلك، وأدام الله المودة والرحمة بينكما، ونسعد بالتواصل معك في كل حين
منقــــول
الألوكة