حَذارِ من اللّعن!
أ.د. ناصر العمر
من الظواهر السّيّئة التي نجدها في مجتمعاتنا الإسلامية، ظاهرةُ لعن الأفراد بعضهم بعضاً، على سبيل الجدّ، وتعبيراً عن الغضب، أحياناً، أو على سبيل المُزاح واستثارةً للمرح، أحياناً أخرى، بدون انتباه لخطورة الفعل الّذي يقومون به، مقارنةً مع السّبب أو الأسباب التي كانت دافعاً لإيقاع هذا اللَّعن.
وكثيراً ما نسمع سائقي السّيّارات، إذا ما وقع على أحدهم خطأ من سائقٍ آخر، مهما يكن هذا الخطأ طفيفاً؛ يُبادر باستنزال اللّعنة على صاحبه.
وكذلك للأسف كثيراً ما يحدث اللّعن بين بعض الأزواج، وقد بعث إليّ أحدُ الإخوة قبل عدّة أيّامٍ برسالةٍ، ذكر فيها أنّه قال لزوجته: إن خرجتِ من البيتِ؛ فعليكِ وعليَّ لعنةُ الله!
إنّ هذا التّساهل في إيقاع اللّعن، واستخدامه كوسيلةٍ للتّشفّي وإزالة الغيظ، لدى بعض المشكلات العارضة والخلافات التّافهة، إن دلّ فإنّما يدلّ على الجهل البالغ بخطورة اللّعن!
فاللّعن طردٌ من رحمة الله عزّ وجلّ، والطّر من رحمة الله عزّ وجلّ أمرٌ إلهيٌّ، لا ينبغي لأحدٍ من البشر أن يُباشره، وإلا دخل في حدود دائرة التّألِّي على الله عزّ وجلّ، الذي ورد فيه قوله صلّى الله عليه وسلم: (أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ) فأنت عندما تلعن شخصاً مّا، فكأنّك تحكم عليه بالطرد من رحمة الله عزّ وجلّ، وذلك أمرٌ ليس إليك، ولا علم لك ولا لأحدٍ به؛ ولذا فإنه لا يجوز مبدئيّاً إيقاعُ اللّعن إلا فيمن أوقعه عليه اللهُ ورسولُه، كما هو حالُ أبي لهبٍ وغيره، ممّن تعيّن وقوعُ اللعنة عليهم، وكذلك يجوز لك أن تلعن بصيغة التّعميم مثل (ألا لعنة الله على الظالمين)، أمّا بصيغة التّعيين فلا يجوز لك أن تلعن حتى شخصاً كافراً، إلا إذا علمتَ أنّه سيموت على كفره، وهذا ما لا سبيل إلى علمه، اللّهمّ إلا إذا مات فعلاً، وثبت عندك أنّه مات على كفره، فعندئذٍ!, هذا هو القول الراجح.
فاللّعن أمره خطير، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه، عن عمران بن حصين قال: (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار، على ناقةٍ، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة! قال عمرانُ: فكأني أراها الآن تمشي في النَّاس، ما يعرض لها أحد!) فانظر إلى هذا الزّجر البالغ، الّذي كان سببه إيقاع اللّعن على بهيمةٍ عجماءَ، وعلم الرّسولُ صلى الله عليه وسلم أنّ اللّعن قد حلّ بها فعلاً، فأمر بوضع ما عليها من حمولةٍ، وأمر باجتنابها، فانظر إلى الأثر الخطير للّعن!
ألا، فلننتبه إلى عظيم خطر اللّعن، ونحبس ألسنتنا عن إطلاق القول به، سواءٌ كان ذلك بدافع التّشفّي والغضب، أو كان بسبب نوعٍ من الهزل والمرح، ممّا نسمع كثيرين للأسف يفعلونه، فيقذف بعضُهم بعضاً به، على سبيل المداعبة، يا للجهل البالغ!
منـــقـول
هـنــا
أ.د. ناصر العمر
من الظواهر السّيّئة التي نجدها في مجتمعاتنا الإسلامية، ظاهرةُ لعن الأفراد بعضهم بعضاً، على سبيل الجدّ، وتعبيراً عن الغضب، أحياناً، أو على سبيل المُزاح واستثارةً للمرح، أحياناً أخرى، بدون انتباه لخطورة الفعل الّذي يقومون به، مقارنةً مع السّبب أو الأسباب التي كانت دافعاً لإيقاع هذا اللَّعن.
وكثيراً ما نسمع سائقي السّيّارات، إذا ما وقع على أحدهم خطأ من سائقٍ آخر، مهما يكن هذا الخطأ طفيفاً؛ يُبادر باستنزال اللّعنة على صاحبه.
وكذلك للأسف كثيراً ما يحدث اللّعن بين بعض الأزواج، وقد بعث إليّ أحدُ الإخوة قبل عدّة أيّامٍ برسالةٍ، ذكر فيها أنّه قال لزوجته: إن خرجتِ من البيتِ؛ فعليكِ وعليَّ لعنةُ الله!
إنّ هذا التّساهل في إيقاع اللّعن، واستخدامه كوسيلةٍ للتّشفّي وإزالة الغيظ، لدى بعض المشكلات العارضة والخلافات التّافهة، إن دلّ فإنّما يدلّ على الجهل البالغ بخطورة اللّعن!
فاللّعن طردٌ من رحمة الله عزّ وجلّ، والطّر من رحمة الله عزّ وجلّ أمرٌ إلهيٌّ، لا ينبغي لأحدٍ من البشر أن يُباشره، وإلا دخل في حدود دائرة التّألِّي على الله عزّ وجلّ، الذي ورد فيه قوله صلّى الله عليه وسلم: (أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ) فأنت عندما تلعن شخصاً مّا، فكأنّك تحكم عليه بالطرد من رحمة الله عزّ وجلّ، وذلك أمرٌ ليس إليك، ولا علم لك ولا لأحدٍ به؛ ولذا فإنه لا يجوز مبدئيّاً إيقاعُ اللّعن إلا فيمن أوقعه عليه اللهُ ورسولُه، كما هو حالُ أبي لهبٍ وغيره، ممّن تعيّن وقوعُ اللعنة عليهم، وكذلك يجوز لك أن تلعن بصيغة التّعميم مثل (ألا لعنة الله على الظالمين)، أمّا بصيغة التّعيين فلا يجوز لك أن تلعن حتى شخصاً كافراً، إلا إذا علمتَ أنّه سيموت على كفره، وهذا ما لا سبيل إلى علمه، اللّهمّ إلا إذا مات فعلاً، وثبت عندك أنّه مات على كفره، فعندئذٍ!, هذا هو القول الراجح.
فاللّعن أمره خطير، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه، عن عمران بن حصين قال: (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار، على ناقةٍ، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة! قال عمرانُ: فكأني أراها الآن تمشي في النَّاس، ما يعرض لها أحد!) فانظر إلى هذا الزّجر البالغ، الّذي كان سببه إيقاع اللّعن على بهيمةٍ عجماءَ، وعلم الرّسولُ صلى الله عليه وسلم أنّ اللّعن قد حلّ بها فعلاً، فأمر بوضع ما عليها من حمولةٍ، وأمر باجتنابها، فانظر إلى الأثر الخطير للّعن!
ألا، فلننتبه إلى عظيم خطر اللّعن، ونحبس ألسنتنا عن إطلاق القول به، سواءٌ كان ذلك بدافع التّشفّي والغضب، أو كان بسبب نوعٍ من الهزل والمرح، ممّا نسمع كثيرين للأسف يفعلونه، فيقذف بعضُهم بعضاً به، على سبيل المداعبة، يا للجهل البالغ!
منـــقـول
هـنــا